بعد أن تمرست الرسم الواقعي وأقمت بفضل من الله وتوفيقه معرضي الشخصي الأول ، لم أتوقع يوماً أن أُغير إتجاهي في المدرسة الواقعية والألوان الزيتية ، وبما أني أجرب الكثير من الأعمال في مجال الفن والرسم ، وتَعلُم تقنيات جديدة ، وبعد مجهود شخصي ولرغبتي الشديدة لإبتكار شيء جديد .. شيء يخصني .. شيء يشبهني.. شيء أستطيع إستخدامه في الرسم والتصميم للتعبير عن كل شيء .. عن المرح .. الحياة .. الحزن .. الحب .. الأمل .. توصلت لمدرستي الجديدة والتي أطلقت عليها إسم المدرسة الظلامية أو مجموعة ( حكاية وسط الظلام ) أو ( Story from Darkness ) ، فوجدت فيها غايتي ، وأسرتني تلك الجاذبية التي أشعر بها بعد كل لوحة أُنجزها وأقع في حبها .
أخرجت لي المدرسة الظلامية الكثير ، فكنت أتنقل من أسلوب إلى أسلوب ، ومن تكنيك إلى آخر ، وجدت فيها تلك الحرية التي أتمناها .
على الرغم من تعلقي بالرسم الواقعي ، إلا أني شعرت أني مقيدة بعض الشيء ، مقيدة باللون والنسب .
لكن مع الظلامية كنت أتبع إحساسي فعلاً ، عندما يخبرني إحساسي إنه يجب أن يقف الخط هنا ، أو يجب أن أُكمل نفس الخط بلون آخر أستجيب فوراً ولا أتردد، أسكب الألوان تارة ، وأخطها تارة أخرى .
وعلى قدر وُسع خيالي ، توسعت في هذه المدرسة ، وكانت الأفكار لا نهائية وكذلك الأساليب .
كلما رأيت الألوان متناثرة في مرسمي وعلى خشب حامل اللوحات ، أشعر بالراحة والفخر .. وكلما غطتني الألوان شعرت كما وأني في رحلة إستجمام.
تَواصل العمل في مرسمي على اللوحات ليلاً ونهاراً ، لمدة سنتين تقريباً ، وتكاثرت اللوحات في غُرف منزلي وفي كل مكان وزاوية.
تمنيت أن أُقيم لهذا الأسلوب معرضاً يليق به ، لكني كنت أرغب في نفس الوقت بشيء يُرضي تطلعاتي الجنونية والمبتكرة .
كنت أسعى للإنتشار وأن تصل اللوحات لأبعد مكان ، ففكرت أن أقيم معرضاً إلكترونياً على مواقع التواصل الإجتماعي ، لما لها من شعبية واسعة ، وفعلاً نفذت فكرتي فوراً ، وكان تواصل الجمهور العزيز تواصلاً فعَّالاً وراقي ، وقامت أيضاً بعض الصحف الإلكترونية مشكورة بتغطية المعرض .
قد تكون فكرة المعرض الإلكتروني فكرة جميلة ، لكنها لم ترضي طموحي ، ومازلت أبحث عن ذلك المكان الذي يناسب جنون لوحاتي .
وأخيرا عندما وجدت مساحتي الخاصة في متجر إت سيترا الخاص بي .. وجدت أيضا حريتي هنا في بيع وعرض لوحاتي التشكيلية .. آمل أن تنال إعجابكم ..
حمل كتاب ( حكاية وسط الظلام ) مجانا ..
ترقبوا بقية سلسة تدوينات ( حكاية وسط الظلام ) .. والكثير من الأسرار والإثارة ..
وفي الختام أقول...
لاتخافوا من الظلام .. بل إرسموا عليه أحلامكم...
هيام أمين كردي