“عزلة لا تُقرأ مرتين” — حين يصبح التقبّل كتابًا
في زحمة الكتب التي تُخبرك كيف تتعافى، وتعدك بخطواتٍ خمس أو وصفاتٍ سريعة…
جاء كتاب عزلة بلا وعود، بلا تعليمات، بلا صوتٍ أعلى من صوت الألم.
بلغةٍ هادئة، ورسومات وُلدت من أعماق الوحدة، لم يكن هدفه أن يُعلّم… بل أن يُرافق.
لقد كُتب هذا الكتاب في لحظة هشّة، كُتب من امرأة لم تعد تعرف نفسها، فقررت أن تبحث عنها في صفحات الصمت.
وحين وصل إلى القرّاء، لم يصل كمنتج، ولا كإصدار أدبي…
بل وصل كـ مرآة، تعكس لكل شخص ملامحه المنسية، وندوبه التي تجاهلها طويلًا، وحنينه لنفسه قبل أن تُرهقه الحياة.
❝ كتاب عزلة لا يُقرأ مرتين… لأنه يعيدك لنفسك القديمة، ومرة واحدة تكفي. ❞
✦
التقبّل: أن تجلس مع ألمك دون أن ترفضه
في جلسة حوار بين أختي وأمي، أخبرتني الأولى كيف بكت أثناء قراءة الكتاب.
بكاء لم يكن حزنًا… بل شيء يشبه الاعتراف.
قالت لي:
“أعدتِ لي كل الأوجاع… لكنكِ في نفس الوقت، أريتني أنني تخطيتها.”
هذا هو “عزلة” ببساطة:
ليس دليلاً للعلاج، بل مساحة آمنة تعترف لك أن ما مررت به حقيقي، ومؤلم، لكنه مرّ…
وأنك، رغم الشوك، ما زلت هنا.
ولهذا السبب، بدأ عدد من الأخصائيين النفسيين في استخدام الكتاب كـ مرجع ضمن جلسات التقبّل الذاتي.
لأنه لا يُقدّم تعاطفًا مزيفًا، ولا حلولًا مستعجلة، بل يضعك وجهًا لوجه مع حقيقتك…
ثم يصمت معك حتى تلتقط أنفاسك.
✦
لماذا لا يُقرأ مرتين؟
لأنك بعد القراءة، لن تعود كما كنت.
أنت لن تحتاج إعادة القراءة، لأن كل صفحة حفرت أثرًا، وكل مشهد أيقظ ذاكرة، وكل رسم لمس منطقة ما في داخلك.
هو كتاب لمَن يحتاج أن يُغلق الباب بصمت… ويبكي بصمت… ويعود للحياة بصوت مختلف.
✦
ليس كتابًا للعامة… بل لمن عاش ومرّ وتأمل.
إنه ليس جميلًا للجميع، لكنه حقيقي لِمن يشعر.
وهذا يكفيه.
إذا شعرت يومًا أن الحياة أسكتتك، وأن صوتك الداخلي تلاشى بين الواجبات والمخاوف،
فاسمح لنفسك أن تقرأ هذا الكتاب — مرة واحدة فقط.
وإن احتجت أكثر؟ فربما ليس لتقرأه من جديد، بل لتكتب أنت كتابك.